12.4.08

ثلاث رسائل إليك

(1)


سيدتى الجميله

ربما لاتشعرين بما أشعر به من الوحده التى أصبحت أعانى منها منذ إبتعادك عنى ، لم أكن أعلم ان الذكريات الجميله سوف تتحول لنهايات مؤلمة ، ولم أكن لأصدق ما سمعته وقرأته من قبل عن حدة الفراق وتعامله الغير ادمى مع البشر.
بالامس كنت اترجل على كوبرى قصر النيل فتذكرتك وتذكرت قطعة الشوكلا السويسريه التى أهديتينى إياها ولازل طعمها من فمك عالقا فى فمى.

تذكرت رحلاتنا النيليه فى المراكب الخشبيه الصغيره وانت تبتسمى وتنظرى للقمر وتنظرى لى وتقولين
إنك تشبهه كثيرا فافتعل الضحك وأتظاهر بالخجل وانا اشكرك- ولا أهتم.......
عفوا سيدتى أنا لا أحب القمر نهائيا ..... ولا أراه جميلا كى تشبيهينى به.. ولكن لا بأس .
عموما ياسيدتى انا ان كنت جميلا فقد كنت جميلا لوجودك بالجوار ... أما الان فانا لم اعد جميلا ولا استشعر بالجمال من داخلى أو من حولى.
المره الوحيده التى رأيتك فيها "اون لاين" لم استطع ان امنع نفسى من الحديث معك ..... وجدتنى اكتب على لوحة المفاتيح بعصبيه وارسل لك ..... أكتب وأرسل. وانت لا تفعلى شىء سوى قراءة كلماتى والرد بكلمة لا ينفع .....و الاعراف ....و التقاليد ... كلام الناس...... اننى ساخط على كل هذه الاشياء التى تمنعنى عنك ..!!!!
ياسيدتى... لقد سمع الله قول الذين يجادلوننى فى شرعه الله ولعنهم ، فمنذ متى يستطيع الناس تحريم ما هو أحله ؟ فقط إسمحيلى ان اكون لك ولو كره المتحفظون.
هل أخبرك سرا؟؟ .... فى هذا اليوم أخر ما كتبته " إن لم تعودى لسوف اموت" وعندما ضغطت مفتاح الارسال ظهرت لى هذه الرساله:

Cannot find server or DNS Explorer

يومها كدت اثور ثورة عارمة............. ولكنى تماسكت وتذكرت نصيحتك لى بضبط النفس وحمد الله على كل حال .....فحمدت الله على كل حال.
ماذا أسمى ما حدث ؟؟؟؟.........نحس ؟...... قدر ؟..........أم أنه الحظ العاثر الذى اتمتع به والذى حرمنى من وجودك بالجوار.


(2)


سيدتى عودى إلى ...... شاركينى قراءة الصحف الحزبيه وبريد الاهرام كل جمعه.... شاركينى الاستماع الى أغانى أم كلثوم..... وفيروز .....ومنير.. شاركينى الكلام واحاديث الهوى والغرام...... شاركينى قلبى وعقلى, ودمى وروحى، وجسدى وأيامى ،واحلامى وأوهامى، ونجاحاتى وإخفاقاتى ... وعثراتى وذلاتى ،وحماقاتى ودموعى وإبتساماتى، وصدقى وكذبى وإدعاءاتى ،وإبداعاتى وإرهصاتى..

أتذكرين المره الاخيره التى ذهبنا فيها إلى السينما ؟ ... هل تذكريها حقا ؟... كان الفيلم سخيفا جدا .... ولكنى كنت مستمتع جدا بيسارك التى لم تفارق يمينى طوال الوقت..... كم هى رائعه لمسات اناملك ومداعبتها ليدى..
هل انتى من أحفاد موتسارت يا سيدتى ؟ كيف خلقك الله بهذه الروعه للعزف على أوتار جسدى وأناملى ؟ .... ان لمساتك كانت تتحول لموسيقى هادئه اسمعها من داخلى .. وأسكر من نشوتها....!!
محاولة منى للخروج من فورة الذكريات أشاهد هذا الفيلم المألوف.. فيلم( الكرنك) ...كنت تقولين انك تشعرى بإنتمائك لهذا الجيل
وان فيلم الكرنك هو اكثر فيلم عبر عن صراعتكم فى السبعينيات رغم الحقد الاسود الظاهر فى أحداثه تجاه الثوره فى الخمسينيات.
وأتذكر أيضا حكاياتك لى عن أيام دراستك الجامعيه وكيف كانت لك اراء وطنيه وسياسيه عظيمه .... إنت أيضا عظيمه.
أبتسم وأنا اتذكر تحليلك السياسى لهذا الفيلم " طشاش " فأنا كما تعلمين أكره السياسه كرها لما..وقد حاولتى كثيرا ان تجعلى منى سياسيا محنكا أناء الليل وأطراف النهار... ولم تفشلى ...بل فشلت أنا ... ربما السياسه فقط هى الشىء الوحيد الذى فشلت فيه معك .... ربما

حاليا انا لا أذهب إلى السينما .....لقد قمت بشراء "بروجيكتور" فى الشتاء الماضى وعندما أشتاقك أغلق الأنوار وأجلس وحدى فى غرفتى
أفتح شباكها وانقل عينى تاره لمشاهدة الفيلم وتاره لمشاهدة زخات المطر ...... وأرانى ابتعد عن احداث الفيلم وأغوص فى أحداثك وذكرياتنا وتفاصيلك الدقيقه ....
كلما تذكرت غنائى لكى تحت المطر أضحك بأعلى صوت فقد كنت أظن نفسى وقتها" العندليب الاسمر" ، وكنتى تتحملين صوتى الاقرب الى نقيق الضفادع وانتى توشكين على الانفجار من الضحك .....
لقد قلتى لى يوما اننى كنت أظنك خبيثا وأخشاك والان أصبحت أحبك وأشفق على طيبتك الزائده .... ربما كنت تقصدين " عبيط " ولكنك فضلتى تهذيب المعنى وفلترته .... عموما يا سيدتى انا لم أكن لاغضب منك وكل ما كنت تقوليه كنت أتقبله بقبول حسن.


(3)

سيدتى لماذا جعلتى عمرك الذى تخطى الاربعين بقليل سببا لابتعادك عنى وخروجك من دائرة حياتى !!!!! ....صدقينى لم أفكر يوما فى حاجز العمر بل لم اعتبره حاجزامن أساسه ..... ولكنك أثرتنى على نفسك وفضلت ان أقترن بمن هى فى مثل عمرى أو أقل قليلا...... ولم أجدها ..... ولن أجدها.
سيدتى ... سيدتىىىىىىىىىى
إما أن تعودى أو تعلمينى كيف انساك.....
لقد تعلمت منك الكثير .... تعلمت لغة الحوار ومتى أتكلم ومتى أصمت .... تعلمت الضحك بصوت عال .... تعلمت حرفية العشق...... تعلمت الرسم على الجسد...تعلمت العزف على اوتار المشاعر........ فكيف انساك ؟؟؟
سيدتى انتى لاتعلمى من تكونى بالنسبة لى .... انت الام .... والاخت .... والحبيبه.... والصديقه .... والرفيقه ..والعشيقه .... ودوما أنا بحاجه إليك.

الى متى يا سيدتى أتغنى بأسمائك ولا أشعر فى روحى بالمسك والعسلا .... ألى متى يا سيدتى تزينين الجمال بفتنتك وتتركينى لقبح صفاتى وعاداتى وفيك كل الحسن... قد نزلا.





هناك تعليقان (2):

أسماء علي يقول...

ثلاثة رسائل الاعتيادي بها غير اعتيادي على الإطلاق
..
عشق على طريقتك وطريقتها ..
عشق يختلف
..
رائع ولا أجد كلمة أخرى يافريد..
دمت بود

أسماء علي يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.