17.4.08

سايبانى أعد الأيام



سايبانى أعد الأيام

والقلب بسحرك مشغول

الهمس بيعزف أنغام

والبدر بحسنك مقتول


ببعت مليون وردة لقلبك

وبسلم على كل حبايبك

وحشانى ومش بس بحبك

لأ دا انا عايزك

عايزك علطول

*****

لو اشوفك بس بتبهرنى

أنوار من ضيك بتلالى

تعرفى وقتها باشعر إنى

عصفور بيرفرف فى العالى

عصفور فرحان قوى بعنيكى

وجرىء قوى بيبص عليكى

مشتاق وياريتنى أكون ليكى

وافضل مع قلبك طوالى


ببعت مليون وردة لقلبك

وبسلم على كل حبايبك

وحشانى ومش بس بحبك

لأ دا انا عايزك

عايزك علطول

بحبك يعنى بحبك


قولت بحبك ... يعنى بحبك

يعنى هاعيش العمر معاك

شوف م الأخر سلم قلبك

أنت عشانى وبستناك

وانا حبيتك ومينفعش

أرجع فى كلامى ..مبرجعش

دى حاجات أنا متأكد منها

وغير اللى انا قولته

ما بسمعش
*****

أنا متأكد إنك ليا

وانى حاكونلك مهما يكون

مهما ح تقسى وتعند فيا

مهما غرامى عليك بيهون

سامع صوتك
من حواليا

شايف صورتك
وانت بعيد

أهرب من
اشواقى شوية

ألقى حنينى
إليك بيزيد

وانا حبيتك ومينفعش

أرجع فى كلامى مبرجعش

دى حاجات أنا متأكد منها

وغير اللى انا قولته
ما بسمعش

لازم تعود

حبيبي افترقنا وفاتت سنين

و لسه فى قلبى وقلبك حنين

بنتمنى نرجع

فراقنا بيوجع

وزايد علينا كمان الأنين

*****

عايزنى وعايزك ودايب غرام

ومحتاج لحضنى وعندك كلام

أمانة تصارحني

سكاتك جارحنى


فراقنا دا غلطة وبعدك حرام

*****

وسيبك وسيبنى ماضيا وماضيك

ح اشيلك ف عينى وشيلنى ف عنيك

دا انا توهت بعدك

وجننى بعدك

وليل التمني بينده عليك

حبيبي غرامك يفوق الحدود

بحبك ... بحبك... ولازم تعود

*****

لا حاسس بعمري ولا بأي شيء


مافيش غير دموعي وأهه وضيق

وأقول لو حبيبي

وفعلا دارى بى

ح يجى يكمل معايا الطريق

*****

حبيبي يا أول وأخر حبيب

حياتي بغيرك عايشها غريب

همومي بتكتر

وجرحى بيكبر

و مين غيرك آنت دوايا وطبيب

*****

تعالى وسامحني وبعد السماح

حتدبل ألامنا وتهدى الجراح

طاوعني وقرّب

نحاول... نجرب

نكون تانى إحنا وننسى اللي راح

حبيبي غرامك يفوق الحدود

بحبك ... بحبك... ولازم تعود

*****





جوه عيونك


المح جوه عيونك ليل

أسهر فيهم أقول مواويل

كل ما قلبى عليكى يميل

بحلم بيكى
*****

بحلم تبقى شفايفك كاس

أشرب منه أزيد احساس

واشغل حرفى بلولى وماس

وأغنيكى
*****

المح جوه عيونك نيل

أرمى شباكى واغنى يا ليل

مهما أضيع وأتوه وأميل

مغرم بيكى
*****

شايفك قمرة ونجمة وبيت

بنت جميلة من الحواديت

بتمناكى والف ياريت

بتنده ليكى

أمانينا بتندهنا ( صوت وصدى)


ليالى الغربه تبعدنا

أمانينا بتندهنا

ومهما ياليل تعاندنا

مسير الحب يجمعنا

ح تضحك لينا أيامنا

وأحلامنا حتبقى لنا

***

حاغنيلك بصوت مشدود

وحاعزفلك كمنجه وعود

واحنّى ضحكتك بالمسك

وازوق سكتك بورود

***

على نورك وصوت عصافير

حاغنيلك أغـــــــــــانى كتير

وحتعلم أكيد منــــــــك

يابشرة خير وقلب كبير

***

شروق الشمس ف جبينك

يابدر ف عين محـبينـــك

جميع الناس وكل الكون

عليا يا عمرى حاسدينك

***

ولا يهمّك ما دمت معاك

أنا ملكك .....أنا حبّاك

بغيرك عمرى ما يسوى

أنا عمرى وروحى فداك

***

وانا منّك وانا ليكى

يهون الصعب لعنيكى

كفايه تكونى ويايا

واعيش جنبك وحواليكى

***

كفايه عليا تبقى لى

يا حلم ف قلبى وخيالى

وانا وياك لاقيت نفسى

و لسه الدنيا جايالى

تهون الدنيا دى بحالها

وعمر يا غاليه ما تهونى

تهون الدنيا دى بحالها

وبرضه ف قلبى وعيونى


أنا شايفاك



أنا شايفاك بعنيا قمر

وهواك بيكفينى

إنت وبس حبيب أيامى

وأحلامى وسنينى


إنت منايا وكل حبايبى

جوه عيونى وساكن قلبى

قرب منى

بلاش تبعدنى

وف حضنك خلينى


*****

لما يمر عليا عبيرك

باغرق

ف بحور الياسمين

أنا مشتاقة

وشوقى أسيرك

ولا غيرك

بتشوف العين


*****

مهما الناس حتقول إيه يعنى

صوتهم

بالنسبة لى سكوت

لو سألونى حرد واجاوب

أنا من غيرك

ح ابقى باموت


إنت منايا وكل حبايبى

جوه عيونى وساكن قلبى

قرب منى

بلاش تبعدنى

وف حضنك خلينى





كلامك ليا فى الأول


كلامك ليا فى الأول

شغلنى بجد خلانى

أحس ان الحياة حلوة

واشوف الدنيا

شىء تانى

كلامك كان

بيسحرنى

ويبهرنى

على الأخر

مكنش ف بالى

تخدعنى

وتجرح قلبى

فى الأخر

******

كلامك لما روقته

وزوقته

بحروف العشق

عرفت ازاى تدوبنى

تخلينى

أحسه بصدق

وهمت القلب

بوعودك

ضحكت عليا

بردودك

وصدقت انى

موعودك

وإن غرامنا حيطول

كلامك ليا فى الأول

*****

كدبت عليا

ليل ونهار

وسيبت القلب يتمنى

أتارى القرب

منك نار

وعمره ف يوم

ما كان جنة

لا عندك قلب

ولا مبدأ

ولا بتصون

ولا بتعشق

نويت انا من

جديد أبدأ

وح ارجع

أقوى م الأول

كلامك ليا فى الأول


واحد من العاشقين


جمالك سر م الأسرار
وصوتك خلّى ليلى نهار
بتكتب همستك أشعار
وتطرح خطوتك ياسمين
ولو حابب أقول أنا مين
أنا واحد من العاشقين
*****
وعودك لما يتمايل
بيعدل حالى لو مايل
وغصبن عنى بتحايل
على قلبك بقالى سنين
ولو حابب أقول أنا مين
أنا واحد من العاشقين
*****
منايا تحس شوقى إليك
وتعرف إنى دايب فيك
ومهما بعدت مستنيك
يا ساكن جوه نن العين
ولو حابب أقول أنا مين
أنا واحد من العاشقين
*****
تعالى أزوقك بالنور
و اصاحب قلبك العصفور
ولو تأمرنى اعدى السور
واكون جنبك ف غمضة عين
ولو حابب أقول أنا مين
أنا واحد من العاشقين
*****

تعالى فاتحلك الأبواب
وعمرى ما كنت يوم كداب
أنا كلى أمل وشباب
وقدامى السنين جايين
ولو حابب أقول أنا مين
أنا واحد من العاشقين

12.4.08

إختلال توازن


(1)

وماذا بعد الانتظار يا فارس ......... الأعوام تمر ولا جديد– قالت سعاد
مر الكثير ولم يبقى إلا القليل – قال فارس
في عرض النيل كانا يجلسان سويا وجها لوجه في مركب خشبي صغير ........ اطرق فارس برأسه وشرد بخياله ..... شعرت سعاد بأن كلامها لم يكن هذا وقته وأنها أثقلت كاهله بحديثها هذا و لم تستطع الموازنة بين القول والصمت .... في محاولة منها لإخراجه من همومه رفعت تنورتها البنيه قليلا حتى كشفت عن ساقيها ....... وعندما أطال النظر اليهما عادت إلى وضعها السابق قائلة : نحن هنا
رفع رأسه قائلا بصوت ممزوج برغبة ما : لقد كشفتي لي سرا من الأسرار فلم أحتمل .... فماذا عن يوم الكشف العظيم ؟؟؟


(2)

جلست سعاد بجواره وجلس هو بمواجهة حماته لا يتكلم..... يعلم جيدا أن كلامه ليس يجدي خاصة مع حماته ..... قالت له : أنرتنا يا فارس ..... هذه الجملة بالذات لا تقولها إلا عندما يعقبها واحدا من أحاديثها السوداء هكذا قال بينه وبين نفسه مؤكدا انه حالا سوف يسمع منها مالا يدعو إلى الراحة
- انتهيت من تجهيز فلوس العرس أم لا ؟
- لا
- ماذا تنتظر يا آخى ؟
- تسهيل ربنا
- وهل يرضى ربنا أن تربط ابتنى معك لسنوات ؟ لماذا تظلم معك بنات الناس طالما انك فقير ولا تملك حتى حق النشوق ؟
حاولت سعاد مقاطعتها فنظرت لها نظرة وكأنها تقول إخرسى.... فخرست

(3)

طلب من أمه مطالبة عمه بحقهم في ميراث أبيه حتى يستطيع الزواج من سعاد .... سكتت ولم تتكلم .... هو لا يعلم أنها طالبته بهذا الحق مرارا وتكرارا فأجابها انه قام بصرفه على مأكلهم ومشربهم وتعليم أبنائها بعد وفاة أخيه فداءا لهذا الوطن
(4)

قالت لها أمها أطلبى منه الطلاق فهو فقير ولن تكوني سعيدة معه ودعك من اسطوانات الأفلام العربية القديمة..... سعادتك مع من يمتلك ......... منير ابن خالتك العائد من بلاد النفط فاتحني في موضوع الزواج منك ...... فقط أعطى الكارت الأحمر لفارس
(5)

تركت سعاد يمناها لمنير في سيارته الفارهه يلهو بها كيفما يشاء وسمحت لعينيه بالسباحة في فضاء صدرها الرحب وخرجت من صمتهما قائلة :
تعرف ...أحبني كثيرين ..... ولكنني لم أحب سواك ولم أشعر بالراحة إلا تجاهك
سألها وماذا عن هذا الفارس ؟
ضحكت بصوت عال وهى تجيبه : كاد أن يعبدني وراحت تقص على مسامعه ما كان يفعله هذا العاشق المخبول – أنت – لأجلها .

(6)

قال له صديقه مواسيا : ألم أقل لك من قبل أن النساء أفاعي فقال له وماذا عن عمى الذي أكل حقنا وحرمني من الاقتران بها ؟ فكر قليلا ثم أردف قائلا : هو الأخر.. أفعى !!!!


(7)

أقسمت أمه أنها سوف تزوجه خيرا منها و ( ست ستها ) مهما كلفها الأمر .... في نفس الشارع كان تسكن جارته المطلقة الست جمالات.... تألمت لحاله وتعاطفت مع ظروفه .... كان فارس يعتبرها بمثابة الأخت الكبرى ودوما يبث إليها همومه وشكواه وكان يحلو لها الاستماع أليه وإسداء النصائح ومعرفة أخر أخباره معلله ذلك بقولها :
- أنا أعزك لله في الله ...... أنت مثل أخي الصغير بالضبط.
وعلى حين غرة تحولت المعزة إلى حب ... وتحول الأخ الصغير إلى زوج .... والأخت الكبيرة إلى زوجة.


(8)

قالت الست جمالات بلهجة لا تخلو من سخرية
- صباحية مباركة يا عريس
أطرق بوجهه خجلا.... حاول الهروب من نظراتها وهو ينفض الغطاء
أوعز ذلك إلى أم سعاد التي قامت بربطه وانه سوف يذهب إلى أحد المشايخ ليعمل له حجابا ويفك ربطه.

(9)

بعد تناوله الغداء وتدليك جسده بماء الورد طلبت منه الجلوس في شرفة شقتها المطلة على الجيران ريثما تحضر له الشاي ويتناولاه سويا في جو رومانسي حالم ........... و فجأة ارتفعت أصوات أبواق السيارات ووقفت في الشارع الضيق أمام منزل أم سعاد محملة بالحقائب والكراتين المطبوع عليها صور الأجهزة الكهربائية وعلى مقربة من السيارات وقف منير مرتديا جلبابا ابيض وعباءة سوداء يوزع الابتسامات على الحاضرين ويصافحهم .


(10)

أوف... هذه رابع مرة بلا فائدة
ظهرت الدموع في عين فارس وهو يقول لها:
لا أستطيع أن افعل شيء ..... أي شيء ..... فماذا أفعل ؟؟
كفكفت الست جمالات دموعه قائله : ولا يهمك ...... لا تفعل شيء ولا تعر الموضوع أي انتباه ........ ظل رجل ولا ظل حيطة ..... وأنهت معه الحديث وهى تسحب المنشفة من دولاب غرفتها ذاهبة لأخذ حمام دافىء قائلة : أنا أعزك لله في الله ...... أنت مثل أخي الصغير بالضبط.

فيلم عربى



محمد ورامى أصدقاء منذ نعومة اظفارهم ....
محمد ضابط شرطه فى منطقه ما داخل مصر
ورامى محاسب فى شركه ما داخل مصر

مشهد ( 1 ) قسم شرطه – مكتب الضابط محمد

محمد يتلقى مكالمه

- تمام يا باشا ... اعتبر الموضوع منتهى متقلقش
- انا هاخد القوه دلوقت حالا واطلع على هناك
مناديا على امين شرطه خارج مكتبه
- يا محروس جهز العربيه وكام عسكرى عشان هنطلع ع الدهاشره
محروس مستغربا : خير ياباشا
- الاهالى عاملين مظاهره هناك وموقفين الطريق السريع

مشهد ( 2 ) مدخل قريه افراد كثيره متجمهره وهتافات وحرق كاوتشوك سيارات

الضابط محمد مخاطبهم فى الميكروفون

- ياجماعه انا مش جاى النهارده بصفتى ظابط ... انا جاى بصفتى اخ كبير او صغير ليكم اللى انتوا بتعملوه دا غلط ... غلط على البلد وعليكم .... اسهل ما عليا انى اسحب منكم خمسه سته واجرهم على القسم واخليهم يجروا الباقين... كلنا لينا بيوت وعيال وعندنا اشغال لازم نخاف عليها
صوت هرج ومرج يسود المكان
الصوت لو سمحتم ... اسمعونى
وفجاءه يصرخ الضابط محمد
- أه ه ه ه أه ه ه ه ه
الامين محروس : خير ياباشا
- مافيش حاجه يا محروس
- هما ولاد الكلب دول ضربوك
محروس محاولا الهجوم على الاهالى
- والله ياولاد الكلب لانبيتكم كلكم ف القسم النهارده
محمد جاذبا اياه من هدومه
- خلاص يا محروس انا بقيت كويس
-
مشهد (3 ) رامى فى مكتب عمله واحد الاشخاص يستاذنه ف الدخول

- لامؤاخذه ياريس .... سلامو عليكم
- وعليكم السلام ... اتفضل ياحاج مصطفى
- عندى مشكله فى الاذن دا ومحدش هيحلهالى غيرك
رامى ياخد ورقه من الشخص وينظر فيها
- بسيطه ياحاج ... اعتبرها منتهيه
عدى علييا كمان ساعه اختمهالك بس من المراجعه
الرجل وعلى وجهه علامات فرح وخجل
- كمان ... ربنا يخليك لينا ياسعادة الريس
- تحت امرك

مشهد ( 4 ) رامى فى سيارة الشركه عائد وهاتف موبايله يرن
- ايوه عليكم السلام ايه ياحبيبى ... انا راجع من الشغل على البيت..... خلاص هاقابلك.. سلام يا ابوحميد

مشهد ( 5 ) رامى فى سيارة محمد فى اول شارع الهرم

رامى : وبعدين حصل ايه ؟
محمد : إاتصل بيا الباشا اسماعيل وقاللى محدش هيخلص الموضوع دا غيرك حاول باى طريقه تخلصه بصفه وديه رحت الدهاشره وانا بتكلم معاهم ابن حلال راح حادفنى بنص قالب طوب ... جه فى الحته دى
مشيرا بيده الى منطقة صدره
رامى :الف سلامه عليك مش عارف ايه حكاية المظاهرات اللى طالعين فيها اليومين دول ؟
محمد : ربنا يسترها يا رامو ... الناس تعبانه ..... الاعلانات كلت مخهم .. الواحد من دول قاعد عمال يتفرج ع القصور ولاكل الفلانى والشرب العلانى وهو بيجيب قوت عياله ودخانه بطفح الكوته
ناظرا لرامى بابتسامه خفيفه
النهارده وانا بقرى الجرايد لاقيت اعلان يامعلم من النوع المستفز
رامى بفضول
- إيه ؟
- إمتلك قصر ف الحته الفلانيه بالمواصفات العلانيه ... فقط مليون جنيه .. والباقى على 36 شهر
يضحك الاثنان ثم يضيف رامى مستطردا
- يا قلبه اللى كتب الاعلان دا
- هو اللى كتب بس دا صاحب الاعلان وصاحب الجورنال و....
شىء من خارج السياره يثير فضول محمد
- وله وله
- فى ايه
- بص
فتاه تقف على جانب الطريق ترتدى فستان جاعلها شبه عاريه
محمد: ايه رايك نرجع
رامى : اه ... شكلها تستاهل
محمد : طب انا اسمى طاهر صاحب محل موبايلات
رامى : وانا اسمى فؤاد صاحب معرض اجهزه كهربائيه
- اتفقنا
محمد يرجع بسيارته للخلف واقفا اماما الفتاه
- مساء الهنا
- مساء النور
- ايه مش لاقيه توصيله
البنت بابتسامه عريضه
- حاجه زى كدا
- طب ما تركبى نوصلك
- اوكيه
ينزل رامى من الكرسى الذى بجوار محمد ويطلب منها الجلوس مكانه وفى السياره يدور الحوار التالى
البنت : ممكن نتعرف بسرعه
رامى : وليه بسرعه لسه اليوم طويل والليل واخره
محمد : إانتى وراكى حاجه النهارده ؟
البنت : ولو ورايا ياعم انا عندى اغلى منكم
اصوات ضحك الثلاثه
محمد : اسمى طاهر صاحب معرض موبايلات
رامى : اسمى فؤاد صاحب معرض ادوات كهربائيه
البنت : وانا اسمى هانزاده ...( بمياعه ) أعمال حره
- تشرفنا يا هانزاده
يدور الحوار التالى بين محمد ورامى من غير كلام
رامى : شكلها مش هانزاده خالص
محمد : اخرها ست ابوها ويبقى مكارمها اوى
رامى : لبسها شيك واستايل
محمد : لكن وشها عايز الحرق
رامى : ما انت يا بن الل.. يارمرام
محمد : ما انا خدت رايك قولت ماشى .. بس حاجه تشيل حاجه ... جسمها طلقه... وانا كدا كدا بحب اطفى النور
هانزاده قاطعه الحوار
انتوا طالعين على فين
رامى : طالعين ع الحجاز ... تيجى معانا
- لا بتكلم جد
- طالعين على شقة اكتوبر
- طب كويس فى طريقى طب ممكن اتصل اجيب بوسى معانا
محمد : ياريت ... تشرفنا
هانزاده تقوم باجراء اتصال من موبايلها
- هاى ... استنينى عند الجامعه .... ربع ساعه وهاكون عندك
ويدور الحوار التالى من غير كلام بين محمد ورامى
محمد : ياترى يا رامى بوسى نفس النوعيه
رامى : انا هاخدها وانا حظى
محمد : ما تشيل انت الجثه اللى معايا وسيبلى بوسى
رامى : لو ينفع اوك .... بس هانزاده لضمت معاك وانا قعدتها جنبك... يبقى طبيعى بوسى تبقى معايا
صوت هانزاده صائحا
- لو سمحت يا طاهر استنى هنا .. بوسى اهه
محمد يضرب فرامل وياخذ يمين الطريق .... فتاه فى العشرينات على درجه كبيره من الجاذبيه والجمال تجرى على السياره
- مساء الخير
- مساء النور
- بوسى
- فؤاد
- طاهر
فرصه سعيده

مشهد ( 6 ) داخل شقة رامى ومحمد

رامى : منورين ياجماعه ... الاول اتعرفوا ع الشقه براحتكم والمطبخ مليان اكل وشرب لو تحبوا ناكل لقمه مع بعض الاول ...( بابتسامه وغمزة عين ) .. عشان يبقى عيش وملح
هانزاده بابتسامه عريضه مخاطبه محمد
- الاول فؤاد ياخد بوسى اوضته وانت تاخدنى اوضتك عشان نكمل التعارف ويبقى عيش وملح والذى منه.
محمد بينه وبين نفسه
- ياخدك ربنا
ثم يستطرد
- فكره مش بطاله ... ليلتنا عنب

مشهد ( 7 ) محمد ورامى على كوبرى قصر النيل وفى يد كل واحد منهم كوز ذره ياكلان منه

رامى : انت اديتها رقم موبايلك
محمد : إاديتها الرقم الموقوف بتاع الطوارىء اللى من النوع دا
- بصره .... انا كمان اديت لبوسى الرقم القديم الى مش شغال
- دول نظام رحلة المره الواحده .... وشكرا لزيارتكم
- كل خميس وانت طيب ياعم .. الخميس الجاى لوشاء ربنا هنصيد حتتين كويسين
- طب ما تخلى الخميس الجاى أجازه
محمد باندهاش ؟
- خير؟
- عايز انزل وسط البلد اجيب شوية لبس
- خلاص يا حبيبى على خيرة الله... اتفقنا

مشهد ( 8 ) محمد ورامى فى طريق العوده لمنازلهم يدور هذا الحوار بينهم من غير كلام

- لحد امتى يا محمد
- مش عارف يا رامى
- اللى احنا بنعمله دا بيعذبنا
- غصب عنى وعنك
- ستات ... شرب ... سهر.. عيشه غلط ... فى ايه تانى معملنهوش ؟؟؟؟
- المخدرات
- يا محمد بتكلم بجد
- طب قوللى ايه اللى بايدينا ومعملنهوش
- نتجوز
- ايدى على كتفك
- بس فين هى
- اكيد موجوده .. بس محتاجه وقت لحد ما نعتر فيها .... مسالة وقت مش اكتر
- خلاص يارامى لحد ما نعتر فيهم ادينا بنفث عن نفسنا وشغالين
- حرام... حرام
- طب قوللى نعمل ايه
- اول حاجه نسيب شقة اكتوبر
- وتانى حاجه
- نحاول نستغل اليوم دا ف حاجه مفيده
فجاءه يتكلم محمد بصوت عالى
- انت محسسنى انه اليوم دا 150 ساعه
فيرد رامى
- هنسيب شقة اكتوبر يامحمد
- خلاص هنسيب شقة اكتوبر... ونشوف شقه قريبه
- بص يا محمد....ولا بعيده ولا قربيه
- خلاص يا حبيبى مقدرش ازعلك
يدور هذا الحوار بين محمد ونفسه
- الواد رامى اتجنن ولا ايه ؟ شقه مفروشه فى احلى حته ف اكتوبر ب 450 جنيه وبعدين لاحد بيسالنا رايحين فين ولا جايبين مين ... وعايزنا نسيبها ؟؟؟؟

بس والله عنده حق ف كلامه .... ربنا ادانا الصحه وشغل كويس وفلوس ف البنك ليه بنعمل الحاجه اللى تغضبه ؟ اذا كان عليا نفسى اتجوز بس ازاى ؟ لازم اجوز اختى الاول وبعد كدا افكر ف نفسى ... بقى عندها 28 سنه وقاعده لخدمتى انا وبابا ... كل اصحابها وإخواتها اتجوزوا ومعاهم عيال وهى بتضحى بنفسها عشانى انا وبابا ... بابا بقى عنده 75 سنه ولسه ماسك ف الحياه بايديه وسنانه .... بس لو جوزت منال مين اللى هيخدم بابا ؟؟؟.... اوف .... لا خلينى كدا احسن !!!!
فى نفس الوقت يدور هذا الحوار بين رامى ونفسه
- امى وابويا نفسهم يفرحوا بيا ويشيلوا ولادى .... وانا ماشى ف طريق الحرام ولا ف دماغى .... ايه يعنى اتجوزت مره ومحصلش نصيب .... طب ما احاول تانى .... انا جوايا كتير حاجات حلوه .... ليه بموتها ..... انا ليه بعمل فى نفسى كدا ؟ ليييييه ؟

مشهد ( 9 ) منزل محمد ... أخت محمد بنت جميله محجبه تجلس على كنبه فى الريسيبشن ممسكه بيدها مجله والتلفاز شغال
محمد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا منوله
منال : وعليكم السلام حمدلله ع السلامه يامحمد
- الله يسلمك
- اجهزلك العشا
- لا يا حبيبتى اتعشيت بره
- بالهنا
- بابا نام ؟
- من بدرى .. صلى العشا ونام
- وانتى سهرانه يعنى
- يعنى .... مجاليش نوم قلت استناك
طب يلا يا حبيبتى اقفلى التليفزيون وادخلى اوضتك عشان نلحق ننام ساعتين قبل صلاة الجمعه
منال وهى تقوم من على كرسيها وتتجه نحو التلفاز لاغلاقه
- اوكيه يلا تصبح على خير
- وانتى من اهله

مشهد ( 10 ) منزل رامى .... ام رامى فى الريسيبشن ممسكه مصحف كبير وابو رامى جالس على سجادة الصلاو وبيده كتيب اذكار وبعد القاء التحيه
- حمدلله ع السلامه يابنى
- الله يسلمك يابابا ... الله يسلمك ياماما... بابتسامه . انتوا ما نمتوش ولا ايه
- لا ياحبيبى احنا نمنا وصحينا عشان قيام الليل وصلاة الفجر
- اقوم يا بنى اسخنلك لقمه
- لا يا امى زى ما انتى ... انا الحمد لله واكل وشارب.... بس ياريت تدعولى
الاب والام
- ربنا يهديك يارامى وينورلك طريقك ... ويسعد ايامك
رامى بتأثر
- يارب .... يارب .... ويسامحنى

مشهد ( 11) غرفة نوم رامى وعقارب الساعه تشير للتاسعه صباحا وجرس التليفون يدق وبصعوبه شديده يرفع رامى سماعة التليفون فيجد المتصل محمد ويدور الحوار التالى :
- وعليكم السلام ... خير يامحمد ؟
- مش خير خالص يارامى
- بابا تعيش انت ... ارجوك تعلالى بسرعه
رامى ينتفض من فراشه وهو يردد
- إن لله وان اليه راجعون..... إن لله وإنا اليه راجعون
رامى يطرق باب غرفة ابيه وامه فيسمحا له بالدخول
- انا اسف ياجماعه ... بس عمى سيد تعيشوا انتوا
الاثنان
لا اله الا الله ... انا لله وانا اليه راجعون
- طب استنى يا بنى البس واجى معاكى

مشهد ( 12 ) رامى مع محمد فى صوان المرحوم وتبدو على محمد علامات الحزن والالم
- شد حيلك يا محمد .... البقاء لله
- ونعم بالله.... ربنا يرحمك يابابا.. وهو بيموت مسك ايدى وقالى قلبى وربى راضين عليك يا محمد يابنى .... خد باللك من اخواتك وبالذات اختك منال شيلها ف عينك
- الله يرحمه عمره ما اذى حد ولا زعل حد منه .. وربنا حسن ختامه ... دا مات وهو بيقرى كلام ربنا .... هو فى احسن من كدا
- حاسس انى تعبان اوى يارامى ... حاس انى محتاجه اوى ... ياريته فضل معانا
- طب بس قوم استغفر ربنا واغسل وشك
يقوم محمد من على كرسيه مستندا على رامى متجها الى بيته




مشهد ( 13 ) منزل رامى وهو يتحدث مع ابوه وامه
- كنت عايز اخد رايكم ف حاجه
- اتفضل يابنى
- والله انا ليا غرض من منال بنت عمى سيد ايه رايكم
الاب والام بفرح شديد
- الف نهار ابيض .... هو احنا نلاقى احسن من كدا
- يابنى ان كان علينا احنا موافقين .... فاتحهم ف الموضوع وشوف رايهم ايه

مشهد ( 14 ) رامى فى منزل محمد
محمد : معلش يا رامى مقصر معاك ... من يوم ما مات بابا ما ينفعش اسيب منال لوحدها واخرج
رامى : لا يا حبيبى مافيش تقصير ولا حاجه .... دا انا اجيلك على عينى
خلال الحوار تدخل منال ممسكه بصنيه عليها مشروب وتلقى التحيه على رامى وتضع الصينيه وتخرج
- طب تاعبه نفسك ليه بس يا منال
- العفو با رامى تعبك راحه يا اخى
- تسلمى يا منال
محمد وهو يشرب العصير مع رامى
- الا ايه اخبار شقة اكتوبر يارامى؟
- خلاص يا حبيبى ما عدش فى شقق
- يعنى ايه
- يعنى سلمتها لصاحبها وفسخنا العقد وربنا يسامحنا ع اللى احنا عملناه
محمد وعلى وجهه اثار ضيق
- مافيش فايده فيك
- إعقل بقى وسيبك من الموضوع دا عشان عايزك فموضوع مهم
- خير
- انا نويت استقر
- ومين سعيدة الحظ ان شاء الله
- منال
- كمان اسمها على اسم اختى
- لا دا هى اختك فعلا يا محمد
محمد بفرح
- بتتكلم بجد يا رامى
- اه طبعا ...هى الدنيا بحالها فيها زى منال ؟
- خلاص انا هاخد رايها وراى اخواتها وهارد عليك ....
- بس متاخرش ف الرد عشان مستعجل اوى
محمد مبتسما
- سيدى يا سيدى .... الله يسهلك يا عم ... مبروك مبدئيا
محمد مستطردا
- انت عارف حاسس ان أنا كمان ربنا عترنى فى بنت الحلال
رامى بفرح شديد
- بجد
- اه والله
- أعرفها ؟
- اخت الرائد كمال زميلى
- عرفتها ازاى
- كنت انا وكمال فى مدينة الانتاج الاعلامى ... يعنى بنغير جو .... وهى موظفه هناك جات سلمت علينا وعرفنى كمال عليها.... مكدبش عليك اول ما شفتها قلت هى دى بس قلت اصبر شويه ومتكلمش ف الموضوع
- وتصبر ليه ياعم خير البر عاجله واهه يبقى فرحى وفرحك ف ليله واحده
محمد مداعبا رامى
- متثقش ف نفسك كدا يمكن البت منال متوافقش عليك .... إنت ناسى انك كنت متجوز قبل كدا ... يعنى سوابق

منال من خلف باب غرقتها وبعد استماعها للحديث الدائر بين محمد ورامى

- ياه يارامى لو تبقى بجد من بختى ونصيبى .... تبقى احلى هديه من ربنا بعد تعبى وصبرى كل السنين اللى فاتت ... وانت يا محمد يارب تبقى ماجده اخت كمال من بختك ومن نصيبك.... وزى ما رامى قال يبقى فرحنا ف ليله واحده

مشهد (15) بعد عشرين طاولتان فى مطعم الاولى يجلس عليها رامى ومنال ومحمد وماجده وقدا بدت عليهم اثار السنين....والثانيه يجلس عليها سيد ابن محمد وعمر ابن رامى .. بجانب طاولة سيد وعمر تجلس فتاتان من نفس سنهم يحاول سيد وعمر ان يتجاذبا معهما اطراف الحديث فيميل محمد على رامى ويدور هذا الحوار:

- شايف ياحج رامى العيال بيعملوا ايه
رامى بضحك
- التاريخ بيعيد نفسه يا بوحميد
- بس ولاد الكلب مش عاملين لوجودنا اى اعتبار احنا كنا نقدر نظبط المزز قدام اهالينا
- زمانا غير زمانهم يا حج احنا النهارده فى سنة 2026
- ياترى واخدين شقه ف 6 أكتوبر ولا لأ ؟؟؟؟
- تصدق انا اليومين دول اللى بحن لشقة اكتوبر
- يبقى بصره يا حج
اصوات ضحكات عاليه منهم ومنال وماجده ينظران باستغراب لبعضهم البعض ولسان حالهم يقول :
- ياترى ايه الحاجه اللى خليتهم يضحكوا اوى كدا ؟

تمت














عيد سعيد

على الرغم من جدران المنزل الكالحة إلا أنها مكنوسة جيدا ومرشوشة بالماء البارد , ارتمى على أرضية المدخل كليم عبارة عن بقايا أقمشة ضمتها يد قوية في متانة لا تخلو من ذوق ومن حس .
سرحت عيني حتى وقعت على الأرغفة النيئة البيضاء المتراصة بجوار بعضها وقد ارتفعت صدورها اللينة في إشارة لطلب من يعطيها النضوج وكان الفرن المثار( بالمحساس ) متحفزا لفعل ذلك .
أمام الفرن جلست خالتي (رجاء) تضع الأرغفة على المطرحة المصنوعة من جريد النخيل وتعطيها لنعمة , فتأخذ ها نعمة وتلقى ما فوقها في لهيب الفرن المتقد بأقراص الروث فتخرج السنة النار الحمراء من أسفل الفرن وتكاد تلامس يدها وخيل إلى أنها تود تقبيل أناملها .
وعلى حين غرة تتطفل فرخة خالتي رجاء الأسيرة لديها وتحاول أن تمد منقارها لتتذوق من ذلك العجين المختمر فتتعالى صرخات خالتي ( رجاء ) ودعوتها على الفرخة المسكينة أن تغور في داهية !!! , لكن الفرخة لا تأبى إلا أن تكرر المحاولة .
قامت ( نعمة ) بعد أن نفضت العجين عن يديها الناعمتين محاوله الإمساك بالفرخة ووضعها في العشة ولكن الفرخة اللعوب أخذت تجرى أمامها وكأنها فطنت إلى أنها تريد اللعب معها ( حاوريني يا طيطة ) !!!


لم ينتبها إلى طول وقوفي بالباب ومراقبتي لهما ..... لقد تعودت أن أدخل بيت خالتي ( رجاء ) هكذا دائما دونما استئذان ... ظلت عيني تختلس النظرات إلى ( نعمة ) لعدة دقائق قبل أن يلاحظا وجودي
- تعالى يا عيد .... دا عيد ابن عمى ( سعيد ) يامه .
- قطيعة ( عيد ) و أبوه .... غور ياواد محنش فاضيين
لم أعبأ بكلامها فعهدي بها دائما أنها ( جلياطة ) وامتلأت شجاعة لا اعلم من أين أتتني فوجدتني لا شعوريا أتقدم نحو ( نعمة ) وظللت أنظر لعينيها البنية وضفائرها السوداء ووجهها الجميل , وأشبعت نفسي بتلك المشاعر التي لازلت أكنها لها رغم زواجها من ابن خالتي ( رجاء ) .

- والنبي يا نعمة قومي العبي معايا
ابتسمت وهى تنظر بخوف إلى خالتي ( رجاء ) التي قالت بامتعاض :
- ياواد بأقولك غور بدل ما أقوم أدور فيك الضرب.... وانتى يا نعمة قومي ناولينى كبشة دقيق من المندرة
قامت نعمة بتكاسل شديد وهى تقاوم رغبتها العارمة في اللعب معي وأنا لا زلت أكرر طلبي على مسامعها
- والنبي يا ( نعمة ) قومي العبي معايا ..... قومي العبي معايا



كانت ( نعمة ) في نفس عمر أختي ( سعاد ) ... وكانتا يكبراني بخمس سنين , في أيام خوالي كنا نقطع سويا أعواد الغاب محاولين صنع ناي أو صنارة ... ولكننا أبدا لم نعزف لحن ولم نفلح في اصطياد سمكة .

وكنت أسخر من كل شيء يفعلاه حتى وإن كان جميلا .

( نعمة ) و ( سعاد ) تزوجتا في سن صغيرة وفى نفس اليوم .... فلا حضرت الأولى فرح الثانية ... ولا حضرت الثانية فرح الأولى , ومنذ أن تزوجا أصبحا لعبي مملا بلا طعم

كثيرا ما كنت ألاحظ ( نعمة ) وهى تراقبني من نافذة حجرتها بعد الزواج وأنا ألعب ( تريك تراك ) أسال رفاقي : تريك ؟ وعندما اسمع منهم : تراك أرفع العصفورة الخشبية بيدي في الهواء واضربها بالعصا الطويلة وأوزع اهتمامي بين رحلة العصفورة الخشبية في الأفق والتي سوف تسقط على الأرض مهما بعدت وارتفعت- لا محالة - وبين نعمة التي تتابع لعبي وتبتسم لي حتى وأنا ألهو بقطعة عجين سرقتها من أحدى المنازل .

- نعمة
- نعم يا ( عيد )
- أنا بحبك وعايز اتجوزك
وقبل أن يأتيني ردها قامت خالتي ( رجاء ) من أمام الفرن وكأنما لدغتها حية وجاءت بالمقشة البلح وحاولت أن تضربني بها وهى تصيح :
- نهارك اسود..... نهارك مالوش ملامح
إلا أنني استطعت الإفلات منها وبعد أن خرجت إلى الشارع العريض وأمنت شرها جلست وحدي على شط الترعة حتى رأيت بنت جميلة لست أعرفها تحمل على إحدى كتفيها شنطة بيضاء،اقتربت منها وسألتها :
معاكى ايه يابت فى الشنطة ؟
فابتسمت وفتحت شنطتها وأعطتني قطعة عسلية كبيرة , أحسست بالخجل تجاهها فسألتها :
- هو انتى اسمك إيه ؟؟
- أسمى غادة .... أنا مش من بلدكم ... وممكن نبقى أصحاب .... إنت إسمك إيه ؟؟
قبل أن أجيبها جمعت كياني بأكمله في عيني فوجدتها صورة طبق الأصل من ( نعمة ) فأجبتها بسعادة بالغة :
- إسمى عيد ....... عيد سعيد

ساعة تروح ، وساعة تيجى

صديقي الدكتور ( محمد منصور) كان يكبرني بعشرة أعوام إلا انه كان يعتبرني من أصدقائه المقربين وكثيرا ما كان يفكر معي بصوت عال.... هو لم يكن أكثر من شاب مجتهد طموح يحمل ملامح مصريه عربيه لا تخطئها عين .... جاهد كثيرا وسهر الليالي حتى حصل على أعلى الدرجات العلمية.
طوال سنوات دراسته كان يحلم أن يكون مثل أقرانه يمتلك الكثير من الملبس ويأكل ما تشتهيه نفسه ولكن نظرا لصعوبة تحقيق ذلك الحلم فقد عود نفسه مبكرا على التجلد والاكتفاء بوجبة واحده وعندما فتح الله عليه أصبحت عاداته القديمة جزءا من تكوينه الشخصي فالدخل الكبير الذي كان يحصل عليه من عمله بالجامعة لم يضف إليه شيئا وبالتالي كان يأخذ ما يكفيه ويضع الباقي في إحدى البنوك الخاصة التي اشتهرت في فترة الثمانينات بكشوف البركة وكان يمتلكها أفراد جماعة محظورة حتى أصبح لديه رصيد مالي ضخم نتيجة للفائدة المبالغ فيها
إلا أن وقع المحظور وأشهر البنك إفلاسه وضاعت أموال المودعين وضاعت معها البركة من البلاد..... والعقول أيضا.
كانت الصدمة قويه للدكتور ( محمد ) تركت في أعماقه جروحا غائرة كما تركت في الآخرين هذا خلاف أمراض أخرى مثل السكر والذبحة الصدرية
في هذه الفترة كنت في مرحلة دراستي الثانوية ووقفت معه قلبا وقالبا ، وأقسمت له أن الله سوف يعوضه خيرا وانه مع الصابرين وحمد الله وبدأ من جديدوبالفعل فقد عوض الله صبره خيرا و جاءته فرصه للعمل في إحدى الجامعات الخاصة بدولة الكويت الشقيقة بمبلغ مالي كبير .
و تم اختياره من بين أكثر من 50 متقدم وبجداره
و فى يوم من أيام صيف 1986 ودعته ودعوت الله له بسلامة الوصول والتوفيق و ألا يقطع الاتصال بيني وبينه... يومها وعدني بذلك واخبرني انه تعلم من غلطته القديمة ولن يحتفظ بأمواله في البنوك ولكن سوف يحتفظ بها في مكان أمن لا يصل إليه الجن الأزرق.... ووافقته على ذلك بعد أربع سنوات من الغربة وتحديدا في 2 أغسطس 1990 م تعرضت دولة الكويت لاجتياح من دولة العراق على أثره جمع الدكتور ( محمد ) ما خف وزنه وغلى ثمنه وحمد الله انه احتفظ بالنقود في منزله وركب سيارته عائدا مع الكثير من المصريين إلى مصر عن طريق البر ولكن أثناء عودته تحرش به مجموعه من العراقيين و جردوه من كل شيء...وتركوه كما ولدته أمه.عندما ذهبت لزيارته بعد أن عاد بخفي حنين قبلته في كتفه الأيمن وقلت له ( حمد لله على ألسلامه يا دكتور ) فبكى قائلا ( مخلوش حاجه ولاد اللذينه ) فقبلته فى كتفه الأيسر وقلت له ( الحمد لله على كل حال... المهم إنك بخير)
في هذه الفترة كنت في مرحلة دراستي الجامعية ووقفت معه قلبا وقالبا وأقسمت له أن الله سوف يعوضه خيرا وانه مع الصابرين وحمد الله وبدأ من جديدوظل لسنوات طويلة يعمل ويجد في أرض الوطن ويقابل تعبه وإسهاماته بالاستخفاف حتى بدأ يراوده( الحلم الأمريكي ) تحدث معي أنه يريد السفر إلى أمريكا لنيل المزيد من الشهادات العلمية التي أثقلت كاهله وحرمته من الزوجة والأولاد بجانب العمل هناك أيضا ... قال إنهم يقدرون العلم والعلماء أكثر من الراقصات ولاعبي الكره.... وأنه لا يشعر بثقله وقيمته العلمية داخل حدود الوطن وفى يوم من أيام خريف 1995 ودعته ودعوت الله له بسلامة الوصول والتوفيق وألا يقطع الاتصال بيني وبينه ... يومها وعدني بذلك واخبرني انه تعلم من غلطته القديمة ولن يفكر في جمع المال من أساسه بل سوف يزيد لنفسه خبرات ومهارات من راتب العمل وكذلك سوف يستمتع بحياته الشخصية.... ووافقته على ذلك .
وفى يوم من أيام شهر سبتمبر وتحديدا في 11 سبتمبر عام 2001 م تعرضت الولايات المتحدة لهجمات إنتحاريه بمركز التجارة العالمي بعدها حدثت تغييرات كبيره في السياسة الامريكيه بدأت بإعلان أمريكا الحرب على الإرهاب بصفه عامه وعلى العرب بصفه خاصة وأصبح وجود العرب فى أمريكا كابوسا .. فكل من يحمل ملامح عربيه كان يأخذ ما تيسر من البصق والسب أثناء تجواله فى شوارع المدينة لشراء حاجاته أو للتنزه وكان الدكتور ( محمد ) منهم ، وعندما جرحت كرامته وأصبح لا يحتمل المزيد قرر العودة إلى ارض الوطن في تلك الأيام كنت قد أنهيت دراستي الجامعية وحملت – رغما عنى – لقب (عاطل) ومثل كل مره وقفت معه قلبا وقالبا وأقسمت له أن الله سوف يعوضه خيرا وانه مع الصابرين
ولكن يبدو أن الأهوال التي تعرض لها الدكتور ( محمد ) قد أحالته إنسانا أخر ... إنسانا قويا يبتسم في وجه الصعاب.. ولا يمانع في أن يتحداها.... لقد رأيت الابتسامة تملأ وجهه وهو يقول لي الحمد لله أنا بخير - أنا زى الفل .. صح ؟- صح- أنا ميه ميه .... صح ؟- صح وظل يمازحني لفترة كبيره وقال لي انه ألان... وألان فقط أصبح يشعر بالخوف والوحدة
هربا من دموعه عرضت عليه دخول المطبخ لعمل كوب شاي وغسل الأواني وأخبرته أن كثرة مكوثي في المنزل بعد حصولي على شهادتي الجامعية قد أضافت إلى مهارات جديدة لم تكن في الحسبان ... مهارات من نوعية تنظيم المنزل وغسل الأواني و ( تسيء) البلاط وكذلك الطبخ والمسح
أثناء وقوفي في مطبخ الدكتور ( محمد ) وصنبور الماء ينهمر منه الماء الساخن على ( الحلل ) والأكواب دخل الدكتور ( محمد ) ممسكا عصا صغيره ضربنى بها على مؤخرتى قائلا : أحبك من الذى هو قلبى ورفعها مرة أخرى ونزل بها فجاءة لتستقر على رأسي وهو يقول:- مييين ؟ سى لطفى ؟؟؟
كان عليّ أن أجاريه وإلا برحني ضربا فأجبته مكملا المشهد السينيمائى المعروف وأنا أقلد حركات الممثل إسماعيل ياسين-
لطفي مين يا عم انت؟؟؟
فأخذ غطاءين من حوض المطبخ وضربهما ببعضهما البعض وهو يقول لامؤاخذة يا بنى اصل انا عندى شعره ..... ساعه تروح ..هاااه.. وساعه تيجىوأنا من ورائه اردد:
هاااااااااااااه .... ساعه تروح وساعه تيجىونرقص سويا في طرقات الشقه إلا أن وصلت لباب (الخروج) ولذت بالفرار
لا غرابه ... إن الوحدة ..... والظلم..... وعدم التقدير ثلاث صفات كافيه وكفيله أن تصنع أشخاصا إن لم يكونوا مجنونين ... فهم أقرب للجنون

إحنا شباب زى بعض



إحنا شباب زى بعض


أدمن صديقى ( عبد الستار العقر) القيام بنشر مجموعه قصصيه جديده أو روايه له مع مطلع كل عام ميلادى جديد – بالطبع على نفقته الخاصه- ما ان يقوم باستلام الارباح السنويه من المؤسسه التى يعمل بها حتى يذهب فى نفس اليوم للاستاذ ( أكرم عصمت ) صاحب دور( سعديه وش السعد) للنشر والتوزيع .... وقد صارحنى ذات ليلة فى جلسة مزاج ان الاستاذ (اكرم) صاحب دور النشر عليه حوالى 250 قضيه معظمها نصب وإحتيال وشيكات بدون رصيد ولكن على من ؟؟؟

هو فى كل مره لا يقوم بطباعة أكثر من 600 نسخه يستلمها جميعا فى شنطة سيارته الخلفيه ليقوم بتوزيعها بإهداء منه – شخصيا- للمقربين والمحببين والاصدقاء والزملاء.

أنا ( شخصيا) احصل على 60 نسخه أقوم بتوزيعها جميعا على محلات البقاله ، هو صاحب هذه النظريه وبحكم صداقتنا اقوم بدور المساعد فى تنفيذها

النظريه التى ابتكرها صديقى عبد الستار مفادها ان البدايه الحقيقية للكاتب القصصى أو الروائى فى مصر تمر بثلاث مراحل اولها من محلات البقاله عندما تمر اعين الجائعين على الكلمات الجميله التى غلف بها –عمدا- ربع كيلو جبنه اسطنبولى او "تمن" كيلو جبنه رومى كافيار فتأخذ لبه ويروق له الاحتفاظ بهذه الورقه المتشبعه برائحة الجبن مبهورا بما فيها من معان مأخوذا بسحر كلماتها ورشيق عباراتها ... وتأتى المرحله الثانيه وهى رحلة البحث عن هذه التحفه الثمينه وهو يقدم الورقه المهترئه لأصحاب الاكشاك والمكتبات وكأنه يبحث عن ضالة .... وكله أمل ان يجد هذه الروايه ليضمها بنفس راضيه الى مكتبته بجوار اعمال نجيب محفوظ ويحيى حقى وبهاء طاهر والطيب صالح وفريد عبد العزيز وأخرون .

دعنى اخبرك بالمرحله الثالثه والاخيره وهى المرحله التى دوما يحلم بها صديقى ( عبد الستار العقر ) ... إنها مرحلة البزوغ والشهره ....هو يقول من يدرى فقد تتحول فى يوم من الايام إحدى رواياتى الى فيلم سينيمائى يقوم بالتمثيل فيه كوكبة من نجوم السينما المصريه..... خاصة ان رواياتى كما ترى لاتخلو من المشاهد الجنسيه الصريحه وانا اعمل بالمبدأ الادبى الجديد :
" إكسر التابوهات ..... تاكل جاتوه وتحلى بشربات "
اليوم أخبرنى ( عبد الستار) ببشرى ساره .... ساره جدا ..... انه يقول .....
اننى نواة جيده لكاتب روائى جيد فإرهاصاتى التى سمحت له بالاطلاع عليها مؤخرا اجزمت له بذلك ..... فقط على ان اقوم بعمل إجازه لمدة 72 ساعه واقوم بتجميع هذه الابداعات فى ملف وترك الباقى له.
يومها أغلقت السماعه وعلى الفور قمت بتقديم إجازه من عملى لمدة ثلاثة أيام وانا أمنى نفسى بأن ((72 ساعه من العزلة)) كافيه ان تحولنى لأديب يشار اليه بالبنان ..... ونظرا لخبرتى الطويله فى مجال الصحافه وعملى كمخرج صحفى لفتره طويله- نوعا ما -بإحدى الصحف الصفراء فقد وضعت على مكتبى ورقه بدأت ارسم عليها خطوطا عريضه بداية من الجمهور المستهدف من رواياتى؟؟ ... وماهى المفردات المناسبه للتعامل معهم وجذبهم ؟؟.... الى أن وصلت إلى حجم "البونط" وشكل" الفونط "و حساب مسافة البياض بين الاسطر ونوع الورق ووزنه وخامته الى اخره.

جلست على مكتبى حولى أقلام رصاص نصف مللى ( روترينج) واقلام حبر سائل ( يونى بول) ورزمة اوراق كبيره وضخمه وأنا اكتب عن اى شىء فى كل شىء وارتشف ببطىء من فنجان القهوه المره ..... صراحة هو ليس فنجان ..... هو كوب ماء كبير .... انا لا احب شرب القهوة فى فنجان .
عن يسارى سله مملؤه باوراق ممزقه ... وعن يمينى تليفون يصرخ طالبا ان ارفع سماعته
- الو.... مين ..... عبد الستار
عندما قالى لى ( عبد الستار) أخبار أديبنا الجميل إيه ؟ وجدتنى لا شعوريا اضع ساقا على ساق وارتمى بظهرى على كرسى المكتب واتكلم بصوت هادىء يوحى بالرزانه والوقار والارهاق
- الحمد لله يا ( عبد الستار) .... بحاول اجمع كام حاجه كدا والزقهم فى بعض بس اول مره اكتشف ان لغة السرد عندى ضعيفه جدا يا (عوبد )
أعطانى ( عبد الستار) نصيحته الذهبيه لتفادى هذه الثغره فى الكتابه قائلا:
( لوكنت فى السرد حمار سيبك منه وانجز بالحوار )
وبالفعل وجدتها نصيحه ذهبيه للتغلب على لغة السرد التى ترهقنى فى اختيار العبارات وانتقاء المفردات .
وقبل أن ينهى مكالمته اوصانى مره أخرى ان اجعل للنهود والمؤخرات نصيب الاسد فى الروايه.... وقد كان.
قبل الساعه السابعة صباحا كنت قد انتهيت من روايتى الاولى وكتبت فى أخر سطر فى الصفحه رقم 562 (تمت بحمد الله) .
والحقيقه اننى تعبت كثيرا فى اختيار عنوان مناسب لها ..... واخذ منى وقت ومجهود ذهنى اكثر من الروايه ذاتها .... فالعنوان هو اول ما سوف يجذب إنتباه جمهورى المستهدف .... وهو جمهور الشباب ... ولابد من أن يكون جاذبا ومثيرا للفضول...انا اعلم ذلك ... ولكن ما لا اعلمه هو أين لى بمثل هذا العنوان ؟؟؟؟؟....

فى نفس اليوم اتفقت مع عبد الستار على ان نتقابل ليلا فى مقهى ( الحرافيش) باول شارع فيصل وحرصت ان يكون ملف روايتى الجديده على الكرسى المجاور لى بسيارتى فى طريقى للذهاب اليه وانا تاره انظر لملف الرواية وابتسم وكانه أول أولادى وتاره أنظر للطريق ويعلو وجهى الوجوم والقرف للزحام الشديد وفشلى المؤكد كسائق فى شوارع القاهرة.
فى المقهى اخذ عبد الستار يقرأ باعجاب شديد بدا واضحا من الابتسامه التى تعلو وجهه وقوله ( بسم الله ما شاء الله ) عندما ينتهى من قراءة كل صفحه.... بل من كل سطر.
سألته متظاهرا بالقلق :
إيه الاخبار يا عبد الستار ؟؟
فأجابنى وكانه ناقد أدبى كبير:
- روايتك يابو الشباب تحفه أدبيه لا تقدر بثمن.... الله ينور يا سيدنا.

وزياده منه فى الاطراء وابداء الاعجاب والتقدير اردف قائلا:
- انا النهارده اللى هحاسب على المشاريب يا زميلى ... اطلب اللى انت عاوزه.
شكوت له من صعوبة اختيار عنوان جذاب ويوحى بمضمون الروايه فقال لى ما رايك فى ( مذكرات نهد ) فقلت له انها قديمه وتذكرنى ب(طفولة نهد) لنزار قبانى ...فعرض على عنوان ( نسوان من الزمن الجميل) وقال لى :
- اتطمن ( نسوان) دى لغه عربيه فصحى وان كانت توحى بغير كدا وهى دى الخدعه!!!!
ايضا لم يحلو لى هذا العنوان فطلبت منه ترك العنوان الى وقت لاحق ونبدأ فى وضع اللمسات قبل الاخيره لروايتى من مراجعة النص نحويا وتصميم صورة غلاف مبهرة ومفعمه بالالوان قبل تقديمها للطبع فقال لى :

- اتطمن يا حبى .... بالنسبه لصورة الغلاف اخونا ( محمود فوتو شوب) واخونا ( اشرف كمبيوتر ) هيخلصو الليله دى بخمسينايه ( يقصد 50 جنيه) .... وبالنسبه للتصحيح النحوى دا فممكن الاستاذ ( أكرم) يخلصهولنا أو نشوف مدرس لغه عربيه يخلصهالنا بكيلو شوكلاته ولا قلم مدهب كادوه.
وعلى الفور تبادر الى ذهنى الاستاذ ( محمد الخديوى) مدرس اول اللغه العربيه بمدرسة ( النور والامل الثانوية المشتركه) والتى كنت من اوائل الطلبه بها فى مادتى المجال الزراعى والمجال الصناعى .... عموما هو خير من يقوم بذلك وكم ستكون سعادته عندما يعرف ان تلميذه- الغير نجيب- فى طريقه ليوضع فى مصاف كبار الادباء.
لم نكذب خبر وفى اليوم التالى كنت انا و(عبد الستار) فى مكتب الاستاذ( الخديوى) وكان سعيد ايما سعاده عندما علم ان لنا اتجاهات أدبيه واننا قد خيبنا ظنه – أخيرا- عندما حكم علينا ظلما وعدوانا بالفشل فى مادة اللغه العربيه .... ليس هذا فحسب بل وكل المواد العقيمه التى درسناها طوال حياتنا الدراسيه .
ما ان شرع فى القراءه حتى وجدناه يقول :
إن لله وانا اليه راجعون..... إن لله وأن إليه راجعون .... نظر لى عبد الستار ولسان حاله يقول : مين اللى مات ؟؟؟؟ وفى اللحظه التاليه نظرنا للاستاذ ( الخديوى) من خلف زجاج نظارته السميكه وقد بدت عينيه كأنها شىء بعيد يبعد عنا مئات الكيلومترات وسألناه فى صوت واحد:
خير يا أستاذ خديوى ؟؟؟
فرمى الملف على مكتبه قائلا:
مش خير ابدا..... دا مش أدب .... دى قلة أدب ..... دى مصيبه يا حضرات... مصيبه وبحق.. كلما حاولت التركيز فى الروايه ظهر لى ( نهد )عارى او (مؤخره) متحركه والعياذ بالله ...هذا غير الكلمات التى ما انزل الله بها من سلطان .... تقدر تقوللى يا استاذ يعنى إيه ( هشكه) ؟؟؟؟ ( قالها كاسرا كل حروفها )
ابتسمت وانا اجيبه بتواضع:
اكيد يا استاذ (خديوى) .... اولا اسمها ( هشكه) بفتح الهاء والشين والكاف وتسكين الهاء الاخيرة.....هااااااا شااااااااا كاااااااااه..... وليس كما نطقتهابالكسر .... والهشكه هى (المزه) .....( والمزه) هى الفتاه الجميله .
بادرنا قائلا :
حاجه تفرح ......وما هو المطلوب منى يا اساتذه ؟ ( هكذا يتحدث خليط من اللغه الفصحى واللغه العاميه)
- مجرد تصحيح الروايه نحويا ... ووضع مجموعه من الصور الجماليه بها ومقدمه فى (صدر) الروايه نفخر بها يا استاذنا.
قام الاستاذ ( خديوى ) من على مقعده وهو يلوح بروايتى فى وجهنا قائلا:
- هى روايتك ناقصه (صدور) يا استاذ....روح انت وهو شوفولكم راقصه ولا عاهره من شارع الهرم تعملكم المقدمه وتصحح لكم لغة (الهشكات) التى لا أجيدها ... وحسبى الله ونعم الوكيل .
انفعل (عبد الستار)واحتقن وجهه بالدماء ووجدت كلاماته تخرج بحده وهو يقول للاستاذ (خديوى):
- طب وليه الغلط دا بقى يا سيدنا ؟
جذبته وخرجنا من مكتبه وهو ما زال ثائرا علينا و(عبد الستار) يعاتبنى قائلا:
- ضاقت بيك للدرجه دى ملقيتش غير المخرف دا تعرض عليه الروايه ؟

شرد ذهنى للحظات ثم قلت لعبد الستار وانا اقف معه فى أخر فناء المدرسه:

الروايه دى يا عبد الستار لازم تكسر الدنيا....... كل المطلوب مننا فى الفتره الجايه شوية "بروباجندا" من جيبى الخاص قبل النشر والتوزيع ....... انا مش عايز اكون ( الاديب الخالد )اللى هتعيش مجموعته الكامله فى المجامع العلميه وارفف المكتبات الاثريه .... انا هاكون (الاديب الواقعى) اللى بيكتب عن اللى بيحصل لينا وبيحصل معانا .... احلامنا...... طموحاتنا ..... انكسارتنا ..... احنا كلنا شباب زى بعض يا عبدو ... وانا مش بجيب اللى باكتبه من بيتنا.
عبد الستار وقد بدا حائرا :
- وياترى اخترت ليها اسم ولا لسه برضه بتدور ؟
- إن شاء الله حاسميها (إحنا شباب زى بعض)
ولازال الاستاذ ( خديوى) من خلفنا فى أول فناء المدرسه يركلنا باللعان والسباب وقد تبينا من كلاماته:
( لك الله يا أدب.... ملاعين.... زبالة....ولاد(...).





إعترافات قصيدة عاشقة

أحيانا أهرب من بعض النصوص حتى لا يقال وقعت فى عشق نص!!!...شعور غريب ينتابنى ...اما الشعور الاغرب فهو اننى اشعر احيانا بان النصوص قد تتعلق بصاحبها وتحن دوما الى ذكرياتها عندما كانت فكره....مجرد فكره تلهو فى قلبه



إعترافات قصيده عاشقه

أنا قصيدة جميلة خرجت حديثا من من قلب الشاعر ، سعيدة بخروجى إلى دنيا الناس ، متطلعة إلى معرفة كل شى عنها ، مليئة بشوق لا يحد إلى مقابلة تجاربها ومعرفة نظمها وقوانينهاوضعنى الشاعر بعد ان فرغ منى فى إضمامة ضيقة من الورق ومن خلالها تعرفت على قصائد كثيرة كنت أعرفهم عندما كانوا لايزالون أفكارا فى قلبه وكنت سعيدة ، وسرنى أن وجدت لى فى الدنيا الغريبة عنى أصدقاء .وسألتهم عشرات الأسئلة عن الناس ووجدت منهم إتفاق عجيب على التحقير من شأن الدنيا ومن شأن الناس ، أخبرونى أن الناس بجانب قلوبهم لهم عقول يفكرون بها وأن هدة العقول هى سر رداءة الدنيا لأن تركيبها قائم على الحقد والأنانية، وصراحة لم اكن لأصدق ما قالوه بدليل ان الشاعر لا يكره أفكاره لدرجة ان يخرجهامن قلبه حيث السلام والطمأنينة إلى دنيا يملؤها الزيف والخداعلم أكن لأصدق وطمعت فى ان أرى الدنيا كما حلمت بها دائما ، عندما رأيت إنسان غير الشاعر كدت أطير فرحا لأنه أول مخلوق اراه امامى ، وقال عنى أشياء كثيرة ، وكان يضع يده على كل حرف من جسدى مما أشعرنى بالخجل.فى اليوم التالى حضر واحدا اخر يختلف عن الشاعر وصديقه فى الشكل وعرفت فيما بعد أنها الفتاه ملهمة شاعرى والتى طالما حلمنا ونحن أفكارا تلهوا فى قلبه أن نراها ولكنه كان يضعها فى المنتهى !! وهو ما يفوق قدراتنا كأفكار ، عموما لم يعجبنى ما قالته عنى ولا حتى الطريقة التى كانت تتكلم بها ، كانت حجرة شاعرى لا تخلو من الناس وكان يكفى ان يقوم أحدهم حتى يتناوله الباقون بالنقد والتجريح ، وعرفت الناس كما لم أكن أتوقع نفوس مريضة مليئة بالزيف والخداع ، وشعرت بما يشعر به المرء عندما يرى قصرا عاليا فى نهاية صحراء ويسير إليه فإدا وصله تلاشى امام عينيه فى سراب.وراودنى شعور اننى سئمت من القصائد وأصبحت حتى لا أطيق التحدث معهم ، وكنا نستيقظ فى الصباح ونتبادل التحيات التقليدية وبقيت لفترة لا أكلمأحد وقد ملانى الشحوب ، وفى غمرة مشاعر اليأس هذة جاءنى الشاعر وأخبرنى أنه إختارنى ليعرضنى على مطرب صديقه ، وتبدل اليأس سرور ورحبت بأى فرصة أخرج بهامن سجنى المؤلم .وسلمنى الشاعر للمطرب وتنازل عنى إليه وحزنت ربما لأننى لن أراه بعد ذلك ، ووضعنى المطرب على مكتبه ولاحظت وجودك للمرة الأولى ، ورحبت بى وكلمتنى ... وأحببتك !!

لا أعرف حقيقى لماذا أحببتك ؟ هل كان مقدورا لى ان احبك ؟ أم من اجل ما سمعته منك من كلام رقيق؟
صدقنى كثيرا ما كنت أشعر برغبه عارمه فى أن أسمعك تتكلم ولكن فى كل مره كنت لا أستطيع أن أمنع نفسى من الكلام ، وحكيت لك عن أشياء كثيرة ، عن أحلامى وحياتى السابقه فى قلب الشاعر ، وكنت تبتسم طوال الوقت ابتسامتك العذبه التى أسرتنى.
هل تصدق أننى كنت أبحث عنك دون أن أعرف ذلك ؟ وعندما وجدتك لم تعد تعادل فرحتى بك شىء .. وخيل إلى أننى استطيع أن أفعل كل شىء... ولم يعد يعترينى ضيق أو رغبه فى شىء
لأننى أحببت فيك كل شىء!!
ولم يكتب الله لسعادتى أن تدوم طويلا ، ليلتها كنت أتظاهر بالسعاده وأنت تخبرنى أنك فى طريقك للوصول لقلوب الاخرين والابتعاد عنى، كان قلبى يتمزق وأنت لاتعرف شعورى نحوك
صحيح أننى لم أقل لك يوما "أحبك" ولن تكون ذكراى فى نفسك أكثر من ذكرى صديقه عرفتها فى مناسبة عابره ، لن تفكر فى بأكثر من ذلك ، وأنا التى أموت شوقا ولوعة من أجلك
لقد ملأنى اليأس وخيل إلى أن الموت نفسه لا يستطيع أن يكون أقسى مما أشعر به من حزن لفراقى عنك
وما زلت أتعجب كيف تقوم الدنيا ؟ وكيف أن الناس يعيشون ويضحكون فى حين أن حياتى كلها قد إنتهت من بعدك
كنت أريدك.... من بين كل ما يملأ الدنيا من ناس وقصائد.... كنت أريدك
وأقسمت أننى سوف أثبت لهذه الدنيا شيئا جديدا عليها وهو أن قوانينها الظالمة لا تستطيع أن تسرى على كل مخلوقاتها
فلن تنسينى الايام حبى لك ، ولن أفرح يوما من بعدك ، وسأظل احترق شوقا لرؤيتك ، وساظل أذكرك عندما يهب النسيم وعندما تشرق الشمس وعندما يطلع الفجر وعندما تزقزق العصافير
وأبكى..أبكى كلما اتذكرك
حتى البكاء لم يعد له عندى ذلك المعنى المتعارف عليه عند البشر ، وإنما أبكى شوقا وحبا وسعاده

أبيض و أسود

أبيض وأسود

يومها كان الجو حارا شديد الحرارة أثناء ذهابك إلى العمل فطلبت من زملائك إغلاق النوافذ وطلبت من سائق الميكروباص تشغيل التكييف ، كنت جالسا على الكنبة الأخيرة تستمع إلى أحاديث زملائك المنفصلة تماما عن الواقع المرير والتي تعودت على تكرار سماعها وعدم التعليق عليها .
الكنبة الأولى جلس عليها مينا ومحسن وكان الحوار دائرا عن أيهما أجمل مؤخرة روبى أم مؤخرة هيفاء وهبي ؟ ، تخرج من أفكارك وهواجسك على صوت المهندس رأفت وهو يسأل السائق :ليه الوقفه دى يا اسطى حازم ؟؟ خير إن شاء الله ؟يأتى صوت السائق مطمئنا : كل خير يا باش مهندز ...... دا الباشا معدي .... شكله راجع من الشغل بدري وعلشان كدا الطريق واقف.الباشا ...
ما أكثر الباشاوات في بلدكم .... وما أكثر المرات التي تتوقف فيها سيارة العمل بالساعات حتى يمر باشا ما ويصل إلى منزله بسلامة الله وتذهبون انتم إلى أعمالكم متأخرين – بسلامة الله – أيضا ولكن القانون لا يعرف الباشاوات كما يقول لكم الأستاذ أبو العلا مدير الشئون الإدارية ولا بد من احتساب ساعات التأخير و تخصيمها من رواتبكم الشهرية .... وإذا كنتم تحبون العمل فاحضروا قبل مرور الباشا وإغلاق الطريق.
تقف بجواركم سيارة مدرسة خاصة تحمل طلبة وطالبات في مراحل ابتدائية مختلفة يحملق الأستاذ عماد في وجوههم فاغرا فاه وهو يقول لك :بسم الله ما شاء ..... شايف يا أستاذ وحيد الولاد بتوع المدارس الخاصة حلوين أوى ازاى .... ولاد ناس بصحيحتحاول أن تقنع نفسك للحظات بكلامه فتقع عيناك على أحدهم فتقول :شكلهم عادى جدا .... ربنا يخلي لك ولادك يا أستاذ عماد ينفعل وهو يقول : انت ح تجيب ولادى اللى بيكتبوا من اليمين للشمال بالعافية زى اللى بيكتبوا من الشمال لليمين زى الاكس تنهى الحوار معه داعيا له الله أن يكون هو وأولاده من أصحاب الشمال .
تحاول الهرب من ثرثرته بالبحث في صفحات الجريدة عن صفحة الإذاعة والتليفزيون.... وتمنى نفسك أن تجد فيلما لإسماعيل ياسين يتناسب مع موعد رجوعك إلى المنزل وجلوسك مع زوجتك لتناول العشاء.لازلت تعشق أفلام إسماعيل ياسين بكل سذاجتها الساحرة ولم تستطع الأيام أن تنسيك حبك للأبيض والأسود بصفة عامة وأفلام إسماعيل ياسين بصفة خاصة يقع بصرك على خبر مدعم بالصور يعلن انتهاء الحرب الفنية بين هيفاء وهبي وأخرى نصف مشهورة على أغنية عنوانها ( الواوا ) ... تجهد بصرك للتأكد من صحة ما قرأت .... هل هي (الواوا) أم اسم أخر ؟؟؟ ..... تمر أعينك على الأسطر الكثيرة التي تملأ فراغات الجريدة حتى تعرف في نهاية الريبورتاج أنهما قسما البلد نصفان فالأولى سوف تغير اسمها إلى ( بوس الواوا ) والثانية سوف تسميها ( واوا أح ) ويا دار ما دخلك شر.
صور الموضوع مستفزة وخادشة بشكل كبير وتحمل بين طياتها الكثير من المعاني والدلالات .... وصلت بك السيارة إلى مقر عملك .... تقوم بوضع إصبعك السبابة على الدائرة الالكترونية الموضوعة على بوابة الأمن فتقوم تلقائيا بتسجيل حضورك وفى الممر المؤدى إلى مكتبك تقول في سرك .... اللهم أنى أسألك خير هذا اليوم وخير ما فيه وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما فيه ... اللهم أنى أعوذ بك من شرورهم وأجعلك في نحورهم .لك الحق أن تعوذ بالله من شرورهم وتجعله في نحورهم .... هم زملائك في نفس المكتب الكبير ولكنهم كونوا فرقة موسيقية بشكل جديدفهذا يطبل وهذا يرقص وهذا يلقى بالمواويل والسير الشعبية للموظفين على أذن المدير ... أما ( حسونة ) فقد اختار لنفسه دور مهرج المدير .. وأحيانا يلقى على مسامعكم مواقفه الطريفة التي لا تعد ولا تحصى وتنتاب زملائك هستريا ضحك على مواقف المدير ذو الوجه الأمشيرى وخفة ظله والتي هي من نسج خيال الأستاذ حسونة وإبداعاته الخاصة .
لك الله ... أنت لا تحب الغناء ولا تجيد الرقص ولا حتى العزف على أنية ولا تروق لك النكات ولا تستطيع تأليف سيرة شعبية لمديرك فكيف لا تعوذ بالله من شرورهم .... حنى مديرك المباشر يكرهك.... يصلك الكلام من طبال الفرقة انه قال في غيبتك انك مغرور وثقيل الظل وهو لا يريدك في إدارته يحاول الطبال جاهدا أن يأخذ ما تيسر من زلات لسانك لتوصيلها بسرعة البرق لمديرك ولكن يخرس الله لسانك في اللحظة ذاتها وتفضل سبه ولعنه في سرك .عمل أربعة من زملائك تقوم أنت به وحدك دون أن تشكوا من أحد أو لأحد .... وعندما تشعر باليأس ويهزمك الإحباط تقول بصوت عال ( فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) أثناء انهماكك في العمل تتذكر كآبة زوجتك في المنزل وتحولها إلى نمرة شرسة بعد سماعها خبرا من خيرة الأطباء مفاده أن فرصة الإنجاب لديها ضعيفة ... تتذكر كآبة المنزل وهو صامت الجدران بارد الأثاث بدون أولاد .... تتذكر المصعد العطلان ..... والإيجار المتأخر عليك .... تتذكر مرضك بالسكر وارتفاع ضغط الدم في الآونة الأخيرة........ تتذكر أشياء وأشياء كلها سوداء ولا يبقى لك من الأبيض سوى التحصن بالدعاء
تشير ساعة العمل إلى انتهاء اليوم مع انتهاء ساعات العمل ومع انطلاقة السيارة تبدأ رحلة عذاب جديدة .... ومخاوف جديدة .

حدث فى مثل هذا اليوم

حدث فى مثل هذا اليوم


وسلامى للأمورة الصغيرة...يارب تكون بخير ..وعلى فكرة ياجماعة أنا زعلان منكم قوى علشان كنتم خايفين تعرفونى إنها بنت... طب وماله ..بنت بنت ..كل اللى يجيبه ربنا كويس ،بس ربنا يدينى العمر والصحة لحد ما اشوفها حلوة وأصيلة زى أمها وأى راجل حيشيلها جوة عنيهوانا يابا بقيت هنا حاجة تانية خالص .بقيت اصلى الفرض بفرضه .. وبعد الصلاة نقعد ندعى ربنا ينصرنا ونرجع أرضنا...علشان كده ياريت تسموها إيمان ...ويارب يكون وشها وش الايمان والهداية ليا وإن شاء الله حيكون وش الخير والنصر لمصر بلدنا كلها.. والسلام ختام.
ولدكم/أحمد عبد الحميد
6/9/1973
عزيزى علاء
فشلت أن أقنعك أن الهروب ليس الحل ... وأن بقاءك فى مصر ومواجهتك لمشاكلك سوف يخلق منك إنسانا جديدا يعرف معنى الأنتماء..فسافر وحدك لو تريد.
ملحوظة هامة :مرفق مع الخطاب صورة من خطاب والدى الشهيد الذى لم أره قط ... أرجوك اقرأه بعناية إيمان أحمد عبد الحميد 6/9/2000

ثلاث رسائل إليك

(1)


سيدتى الجميله

ربما لاتشعرين بما أشعر به من الوحده التى أصبحت أعانى منها منذ إبتعادك عنى ، لم أكن أعلم ان الذكريات الجميله سوف تتحول لنهايات مؤلمة ، ولم أكن لأصدق ما سمعته وقرأته من قبل عن حدة الفراق وتعامله الغير ادمى مع البشر.
بالامس كنت اترجل على كوبرى قصر النيل فتذكرتك وتذكرت قطعة الشوكلا السويسريه التى أهديتينى إياها ولازل طعمها من فمك عالقا فى فمى.

تذكرت رحلاتنا النيليه فى المراكب الخشبيه الصغيره وانت تبتسمى وتنظرى للقمر وتنظرى لى وتقولين
إنك تشبهه كثيرا فافتعل الضحك وأتظاهر بالخجل وانا اشكرك- ولا أهتم.......
عفوا سيدتى أنا لا أحب القمر نهائيا ..... ولا أراه جميلا كى تشبيهينى به.. ولكن لا بأس .
عموما ياسيدتى انا ان كنت جميلا فقد كنت جميلا لوجودك بالجوار ... أما الان فانا لم اعد جميلا ولا استشعر بالجمال من داخلى أو من حولى.
المره الوحيده التى رأيتك فيها "اون لاين" لم استطع ان امنع نفسى من الحديث معك ..... وجدتنى اكتب على لوحة المفاتيح بعصبيه وارسل لك ..... أكتب وأرسل. وانت لا تفعلى شىء سوى قراءة كلماتى والرد بكلمة لا ينفع .....و الاعراف ....و التقاليد ... كلام الناس...... اننى ساخط على كل هذه الاشياء التى تمنعنى عنك ..!!!!
ياسيدتى... لقد سمع الله قول الذين يجادلوننى فى شرعه الله ولعنهم ، فمنذ متى يستطيع الناس تحريم ما هو أحله ؟ فقط إسمحيلى ان اكون لك ولو كره المتحفظون.
هل أخبرك سرا؟؟ .... فى هذا اليوم أخر ما كتبته " إن لم تعودى لسوف اموت" وعندما ضغطت مفتاح الارسال ظهرت لى هذه الرساله:

Cannot find server or DNS Explorer

يومها كدت اثور ثورة عارمة............. ولكنى تماسكت وتذكرت نصيحتك لى بضبط النفس وحمد الله على كل حال .....فحمدت الله على كل حال.
ماذا أسمى ما حدث ؟؟؟؟.........نحس ؟...... قدر ؟..........أم أنه الحظ العاثر الذى اتمتع به والذى حرمنى من وجودك بالجوار.


(2)


سيدتى عودى إلى ...... شاركينى قراءة الصحف الحزبيه وبريد الاهرام كل جمعه.... شاركينى الاستماع الى أغانى أم كلثوم..... وفيروز .....ومنير.. شاركينى الكلام واحاديث الهوى والغرام...... شاركينى قلبى وعقلى, ودمى وروحى، وجسدى وأيامى ،واحلامى وأوهامى، ونجاحاتى وإخفاقاتى ... وعثراتى وذلاتى ،وحماقاتى ودموعى وإبتساماتى، وصدقى وكذبى وإدعاءاتى ،وإبداعاتى وإرهصاتى..

أتذكرين المره الاخيره التى ذهبنا فيها إلى السينما ؟ ... هل تذكريها حقا ؟... كان الفيلم سخيفا جدا .... ولكنى كنت مستمتع جدا بيسارك التى لم تفارق يمينى طوال الوقت..... كم هى رائعه لمسات اناملك ومداعبتها ليدى..
هل انتى من أحفاد موتسارت يا سيدتى ؟ كيف خلقك الله بهذه الروعه للعزف على أوتار جسدى وأناملى ؟ .... ان لمساتك كانت تتحول لموسيقى هادئه اسمعها من داخلى .. وأسكر من نشوتها....!!
محاولة منى للخروج من فورة الذكريات أشاهد هذا الفيلم المألوف.. فيلم( الكرنك) ...كنت تقولين انك تشعرى بإنتمائك لهذا الجيل
وان فيلم الكرنك هو اكثر فيلم عبر عن صراعتكم فى السبعينيات رغم الحقد الاسود الظاهر فى أحداثه تجاه الثوره فى الخمسينيات.
وأتذكر أيضا حكاياتك لى عن أيام دراستك الجامعيه وكيف كانت لك اراء وطنيه وسياسيه عظيمه .... إنت أيضا عظيمه.
أبتسم وأنا اتذكر تحليلك السياسى لهذا الفيلم " طشاش " فأنا كما تعلمين أكره السياسه كرها لما..وقد حاولتى كثيرا ان تجعلى منى سياسيا محنكا أناء الليل وأطراف النهار... ولم تفشلى ...بل فشلت أنا ... ربما السياسه فقط هى الشىء الوحيد الذى فشلت فيه معك .... ربما

حاليا انا لا أذهب إلى السينما .....لقد قمت بشراء "بروجيكتور" فى الشتاء الماضى وعندما أشتاقك أغلق الأنوار وأجلس وحدى فى غرفتى
أفتح شباكها وانقل عينى تاره لمشاهدة الفيلم وتاره لمشاهدة زخات المطر ...... وأرانى ابتعد عن احداث الفيلم وأغوص فى أحداثك وذكرياتنا وتفاصيلك الدقيقه ....
كلما تذكرت غنائى لكى تحت المطر أضحك بأعلى صوت فقد كنت أظن نفسى وقتها" العندليب الاسمر" ، وكنتى تتحملين صوتى الاقرب الى نقيق الضفادع وانتى توشكين على الانفجار من الضحك .....
لقد قلتى لى يوما اننى كنت أظنك خبيثا وأخشاك والان أصبحت أحبك وأشفق على طيبتك الزائده .... ربما كنت تقصدين " عبيط " ولكنك فضلتى تهذيب المعنى وفلترته .... عموما يا سيدتى انا لم أكن لاغضب منك وكل ما كنت تقوليه كنت أتقبله بقبول حسن.


(3)

سيدتى لماذا جعلتى عمرك الذى تخطى الاربعين بقليل سببا لابتعادك عنى وخروجك من دائرة حياتى !!!!! ....صدقينى لم أفكر يوما فى حاجز العمر بل لم اعتبره حاجزامن أساسه ..... ولكنك أثرتنى على نفسك وفضلت ان أقترن بمن هى فى مثل عمرى أو أقل قليلا...... ولم أجدها ..... ولن أجدها.
سيدتى ... سيدتىىىىىىىىىى
إما أن تعودى أو تعلمينى كيف انساك.....
لقد تعلمت منك الكثير .... تعلمت لغة الحوار ومتى أتكلم ومتى أصمت .... تعلمت الضحك بصوت عال .... تعلمت حرفية العشق...... تعلمت الرسم على الجسد...تعلمت العزف على اوتار المشاعر........ فكيف انساك ؟؟؟
سيدتى انتى لاتعلمى من تكونى بالنسبة لى .... انت الام .... والاخت .... والحبيبه.... والصديقه .... والرفيقه ..والعشيقه .... ودوما أنا بحاجه إليك.

الى متى يا سيدتى أتغنى بأسمائك ولا أشعر فى روحى بالمسك والعسلا .... ألى متى يا سيدتى تزينين الجمال بفتنتك وتتركينى لقبح صفاتى وعاداتى وفيك كل الحسن... قد نزلا.





2.4.08

.



اصدقائي الاعزاء

مكان فاضى


وان شاء الله يتملى بوجودكم


مستنيكم